(من منظور مدربة الرفاهية عفراء بيطار ومدارس التشافي المتعددة)
تسارع ضربات القلب غالبًا لا يبدأ من القلب نفسه، بل من الشعور الذي يحرّكه: خوف، استعجال، مقاومة، أو توقٌ عميق للسيطرة.
عندما يفقد الإنسان إحساسه بالأمان الداخلي، يتحوّل القلب إلى منبّه إنذار يذكّره أن جسده ما زال في "وضع النجاة" لا في "وضع الحياة".
من زاوية الطب الشعوري، تسارع الدقّات هو صوت الجسد يقول:
"أنا أركض دون أن أتحرّك."
القلب يمثل محور القدرة على الحب والثقة بالحياة.
تسارعه يشير غالبًا إلى صراع داخلي بين العطاء والسيطرة أو خوف من فقد السيطرة على الزمن أو العلاقة.
في مراحل التوتر، يدخل الجسد طور "الهجوم أو الهروب"، فيضخ الأدرينالين باستمرار حتى دون خطر حقيقي.
حين يشعر الإنسان بتهديد للعلاقة أو للهوية، وليس بخطر مادي، يتفعّل النظام العصبي الودي (Sympathetic) بينما ينسحب العصب المبهم (Vagus) المسؤول عن التهدئة.
هنا يتحوّل القلب إلى حارس متأهب، لا يستطيع أن يهدأ إلا حين يشعر بالأمان.
قد يكون في الداخل جزء مستعجل يخاف الركود أو الفشل، وجزء آخر خائف من المواجهة.
صراعهما الخفي يخلق توترًا قلبيًا مستمرًا، وكأن الجسد يعيش بين دواستين: دواسة البنزين والفرامل.
عندما يغيب الحضور الواعي، نعيش في توقّع الخطر لا في أمان اللحظة.
في هذه الحالة، يظل القلب في وضع الاستنفار، حتى لو كنا جالسين بهدوء.
1. تتبّع السياق الزمني:
لاحظ متى تزداد الدقات — أثناء الصمت؟ بعد مكالمة؟ قبل النوم؟
لكل تسارع رسالة خفية، استمع لها بعطف لا بخوف.2. تمرين تهدئة العصب المبهم:
ضع يدك على صدرك، خذ شهيقًا بطيئًا (٤ ثوانٍ) وزفيرًا طويلًا (٦ ثوانٍ).
تخيّل أن الهواء يمر عبر قلبك ويهدّئه.3. تمرين IFS مصغّر:
أغمض عينيك واسأل نفسك:
"أي جزء فيّ يشعر أنه مضطر للجري؟"
اشكره على حمايتك، ثم همس له:
"أنا هنا الآن، ولسنا في خطر."
4. تمرين الرحمة الذاتية (MSC):
ضع يدك على قلبك وقل:
"يا قلبي، شكرًا لأنك تحميني… يمكنك أن ترتاح الآن."
5. تفريغ التوتر الحركي (Somatics):
اهتز برفق أو امشِ ببطء بوعي تام لكل خطوة.
الحركة الواعية تخفّض الأدرينالين تدريجيًا.6. إعادة برمجة الفكر (CBT/NLP):
بدّل العبارات مثل "ما عندي وقت" أو "لازم أسرع" إلى:
"أنا أتحرك بوتيرتي الآمنة."
🩷 من إعداد مدربة الرفاهية عفراء بيطار | Afraa Bitar Therapy
القلب لا يخطئ الإشارة، إنه فقط يطلب أن يُسمع